~ شــــــــــــــــهــــــر القـــــــــرآن ~ بقلمي

السبت مايو 07, 2011 9:54 pm

~ شــــــــــــــــهــــــر القـــــــــرآن ~ بقلمي 39uk9xv7

أقدم لكم :

شهر القرآن

~ شــــــــــــــــهــــــر القـــــــــرآن ~ بقلمي 152883limxnrgy9e

إن
الحديث عن شهر رمضان أشبه ما يكون بالخوض في وصف حديقة غناء ، تكشفت فيها
صور الجمال في نسق لا يتخونه ثلم و لا يتعاوره شجب ، لا تكاد تلم منها
بصورة حتى تسلمك لأخرى أكثر بهاءا ، و أفن رواءا ، و أبعد تأثيرا . و لعل
تناسق أيامه كتناسق أزهارها ، تنبت الورقة الناعمة في الزهرة ، و ينزل
القرآن في رمضان ليكون ديباجة أودع فيها فن الجمال لأنه سر الوجود و كنهه
. قال تعالى : " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من
الهدى و الفرقان " . لقد جاء القرآن ينبوع نور في حلك الأوثان ، جاء ليرقى
بالنفس عن معانيها الذاتية الفانية ، و يصل بها إلى كمال الوجود ، أو
بالأحرى ليضفي على وجودها وجودا . جاء يلملم شتات أرواح تبعثرت و يقومها
على وازع إلاهي ، يكون لها ردءا و ملاذا ، و لذا قال تعالى : " إن هذا
القرآن يهدي للتي هي أقوم " . فالقرآن منهج هداية للقيم ، و الصوم إمتناع
عن الإقتيات ، و تناسب تربية البدن و تربية القيم في رمضان هو ردع للنفس
أن تزيغ عن سبيل الرشد و تنكص عن منكصها الحيواني ، و ذلك ليجعلها في قالب
تظهر به على حقائق الآداب العالية فيفرغ فيها الفكر السامي الذي جاء به
القرآن . فالقرآن ليس بكلام تستقبله تقرأ فيه و إنما هو أحوال من الوجود
تغير عليك حسك بإلهامها ، و تتناولها من ناحية فتتناولك من الأخرى ، فإذا
الكلمة من ورائها معنى ، و المعنى يولد معنى من ورائه سبب و حكمة . فكأنك
في معراج سماوي فوق هذه الدنيا ، تشهد ببصيرتك أنوار الحق ، و جمال الخير
، و تجسد الأعمال ال‘نسانية في صورها الخالدة ، لتدفعك إلى المسارعة
للخيرات و المسابقة بها ، و ذلك الهدي النبوي بذاته . فعن ابن عباس رضي
الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس بالخير و
كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، و كان جبريل عليه السلام
يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ ، يعرض عليه النبي صلى الله عليه و سلم القرآن
، فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة . رواه
البخاري . قال الكرماني : " و فائدة درس جبريل عليه السلام تعليم الرسول
صلى الله عليه و سلم القرآن بتجويد لفظه و تصحيح إخراج الحروف ليكون سنة
في هذه الأمة كتجويد التلامذة على الشيوخ قراءتهم . و أما تخصيصه شهر
رمضان فلكونه موسم الخيرات و لأن نعم الله فيه زائدة على غيره " إهـ . و قال ابن رجب : " في الحديث إستحباب الإكثار من تلاوة القرن في شهر الرمضان ،
و في أن المدارسة بينه صلى الله عليه و سلم و بين جبريل كانت ليلا دليل
على إستحباب الإكثار من تلاوة القرآن في رمضان ليلا ، لأن الليل تنقطع فيه
الشواغل ، و يجتمع فيه الهم ، و يتواطأ القلب و اللسان على التدبر كما قال
تعالى : " إن ناشئة الليل هي أشد وطئا و أقوم قيلا " إهـ . ففي القيام
ليلا يتأمل العبد ، و يتدبر في معناه الحق ، و ينظر إلى الزائل بمعنى
الخالد ، و يطل على الدنيا إطلال الواقف على تراخي الأيام و تداولها ما
كسب فيها ؟ يعبر الحياة في عمله و فكره ، و يهجر النعاني الأرضية فلا
يتعرض لها ، ليقف بين يدي ربه يتلو آيات فيها عذوبه ترويه من ماء البيان ،
و رقة يستروح منها نسيم الجنان ، و نور يبصر به في مرآة الإيمان وجه
الأمان ، فبينا هي ترق بندى الحياة على زهرة الضمير ، و تخلق في أوراقها
من معاني العبرة معنى العبير ، و تهبّ عليها بأنفاس الرحمة إذ بها تنم بسر
هذا العالم الصغير ، فتحصل الطمأنينة و تنزل السكينة ، واقرأ
قوله تعالى : " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " . و لهذا جاء القرآن متجسد
فيه الحقيقة الإلاهية ليكون أقوى أثرا ، و أيسر فهما ، و أبدع تمثيلا . و
لما كان الشهر شهر الرحمات ، و أجور الأعمال فيه مضاعفات ما فتأ صلى الله
عليه و سلم يحث على القيام من غير أن يأمر فيه بعزيمة ، فعن أبي هريرة رضي
الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يرغب في قيام رمضان من
غير أن يأمر فيه بعزيمة فيقول : " من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له
ما تقدم من ذنبه " رواه مسلم . و قام النبي صلى الله عليه و سلم بأصحابه
ثلاث ليال في رمضان يصلي بهم جماعة ثم تأخر و قال : " إني خشيت أن تفرض
عليكم فتعجزوا عنها " رواه البخاري . و كان من هدي النبي صلى الله عليه و
سلم في القيام ترتيل القراءة ، لأن الترتيل في الطاهر سبيل إلى التدبر
بالباطن . قال علي رضي الله عنه : " لا خير في عبادة لا فقه فيها ، و لا
في قراءة لا تدبر فيها " و لنقف مع حذيفة رضي الله عنه و هو يصف قراته صلى
الله عليه و سلم في القيام قال : " يقرأ مترسلا إذا مرة بآية فيها تسبيح
سبح ، و إذا مر بسؤال سأل ، و إذا مر بتعوذ تعوذ " رواه مسلم . و هذا من
تمام تأثر العبد بالتلاوة بأن يصير بصفة الآية المتلوه ، و لا يتأت ذلك
إلا لمن كان تلاوته على مكث من غير هذ و لا عجلة ، فيها تدبر و تعظيم
للمتكلم ، و هو الذي نزل به القرآن . قال تعالى : " و قرآنا فرقناه لتقرأه
على الناس على مكث و نزلناه تنزيلا " . و قال : " و رتل القرآن ترتيلا " .
و لا غرو أن تعظيم الكلام لا يحصل إلا من تعظيم المتكلم . قال تعالى : "
لا يمسه إلا المطهرون " ز كما أن ظاهر جلد المصحف و ورقه حريز عن ظاهر
بشرة اللامس إلا أن يكون متطهرا من كل رجس ، مستنيرا بنور العظمة و
التوقير .

المهَاجِرُ إلى رَبّه

الخميس مايو 12, 2011 8:43 pm

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووور

» أتدري من الرجل ؟ بقلمي
» البطالة .. الفقر .. والفساد ../ بقلمي
» مكانة المراة المسلمة في الإسلام الله أكبر بقلمي
» إياك أن تقول إذا خرجت من المنزل ورأيت شخصا لا تحبه : اليوم يوم سوء-بقلمي-

~ شــــــــــــــــهــــــر القـــــــــرآن ~ بقلمي

~ شــــــــــــــــهــــــر القـــــــــرآن ~ بقلمي

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة